مكتبة الفتاوى
( يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) أليس هذا نوع من الخطاب مع الجان وأنتم تمنعون مخاطبنه؟ ولماذا هذه الآية على وجه الخصوص ولماذا تكرارها وهل يكتفى بهذا الجزء من الآية أم لابد من إكمالها؟
السؤال:
( يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) أليس هذا نوع من الخطاب مع الجان وأنتم تمنعون مخاطبنه؟ ولماذا هذه الآية على وجه الخصوص ولماذا تكرارها وهل يكتفى بهذا الجزء من الآية أم لابد من إكمالها؟
الجواب:
مخاطبة الجان بما يتطلب الإجابة فهذا مرفوض لأنه عالم أخفاه الله فمن العبث الدخول فى هذا العالم، ولم يَرد عن النبى صلى الله عليه وسلم أثناء العلاج أنه خاطبهم بما يتطلب الإجابة وما ورد عنه صلى الله عليه وسلم فى قوله: "اخرج عدو الله إنى رسول الله" فهو خطاب أمر دون إجابة دفعاً لشرهم وتلاعبهم، أما آية ( يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) فلها تأثير عظيم فى هدايتهم وكف أذاهم، وهذه الآية نزلت فى جن نصيبين من العراق جاءوا فسمعوا النبى صلى الله عليه وسلم يتلوا القرآن فأسلموا وذهبوا إلى أهليهم يبلغونهم الإسلام، فهذه الآية تذكير لفسقة الجن الذين تسلطوا على هذا المريض بعهد آبائهم الأولين بنية الهداية، وتكرار هذه الآية لها وقع وصدى فى نفوسهم وهى من باب (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) ولا يلزم إكمال الآية لتمام المعنى ولأنه ميثاق تعلمه الجن وتعظمه عن آبائهم ولو أكملت الآية فهو أولى وأحسن ويكفى من القلادة ما أحاط بالعنق كما يقال.. والله أعلم.