مكتبة الفتاوى

حبذا لو شرحتم عبارة (اعرف عدوك تسلم منه)؟

السؤال:

حبذا لو شرحتم عبارة (اعرف عدوك تسلم منه)؟

الجواب:

هذا العدو وأعنى به (الجنّ) له مزايا لو عرفت لسلم الإنسان منه بإذن الله : - أولا: حساس سريع التأثر فإذا رُقى بنية الشفاء والهداية أثر فيه تأثيراً بالغاً وهم أهل سماع. - ثانيا: تؤثر فيهم لغة الإشارة لأنها لغتهم فيحنما تقرأ بحزن وتضع يدك على صدر المريض تؤثر فيهم بالإطمئنان فينعكس ذلك على المرقى لإرتباط إنفعاله بإنفعالاتهم بحكم المسّ. وبعض الرقاة يقرأ بحرق ثم يشير بيده كأنه يذبحهم وهو يتلو "يرسل عليكم شواظ من نار" ويكرر (نار، نار، نار) فيعذبهم عذاباً شديداً فينعكس ذلك على المريض بحكم الملامسة. - ثالثاً: قد يطول مكثهم فى الجسد بحكم طول المدة ولكنه يتناقص هذا الأذى حتى يختفى فخروجه من الجسد مدٌ وجزر وليس كالشعرة من العجين إذا رقى بالهداية وهذا سبب شكوى كثير من الرقاة أن المس لا يزول بسبب رقيتهم بالحرق لا يزيده إلا عناداً فى البقاء. رابعاً: تؤثر فيهم هذه الآية العظيمة (يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) وهى بمثابة عهد الأجداد وهم يقدسون العهود والمواثيق وسبب نزولها أن جن نصيبين من العراق وقيل من اليمن جاؤوا إلى النبى صلى الله عليه وسلم وهو يصلى بين مكة والمدينة فأسلموا ولما رجعوا إلى قومهم منذرين قالوا (يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ) وغالب من يصيب من المسلمين هم من فسقة الجن فهذه الآية تذكرهم بعهد أجدادهم فى الهداية فتؤثر فيهم تأثيرا عظيماً فيكف أذاه والغالب أنه يهتدى. - خامسا: يتأثر بنية الهداية إذا نوى الراقى هذه النية فالواجب على الراقى أن تكون نيته عامة تتناول المريض والجن معًا. - سادساً: فى الغالب أن المصاب بالعين يتقمص دون علمه صفات العائن وهذه رسالة من هذا اللبس لمعرفة العائن فإذا استعصى معرفة العائن عن طريق الإتهام بالطرق المعروفة فلم يرى مناماً ولم يحس فى واقعه المعاش بضيقة لا مبرر لها من بعض الأشخاص أو لم يخطر فى باله أشخاص يظن أنهم العائنون أثناء الرقية وهى أدلة ظنية يُستأنس بها ولا يقطع بها وتدخل تحت الإتهام المأمور به فى حديث عامر بن ربيعة وسهل بن حنيف رضي الله عنهما (من تتهمون؟) فحينئذ يلجأ إلى معرفة العائن من الصفات الجديدة التى طرأت على المعيون فتظهر عبارات أو حركات غير مألوفة تدل على العائن وأضرب لذلك مثالاً يتضح به المعنى: رجلاً هادئ الطبع حليم كريم السجايا يغلب عليه الحياء أصيب بالعين فأصبح شرسا جريئا بخيلاً واستغرب ذلك من نفسه وأصبح يعرج بدون سبب طبى ولم تفلح معه طرق الإتهام المعروفة فلما سأل إنسان يحمل هذه الصفات من أقاربه أو زملاؤه أجاب أن له خالاً معجب به يحمل هذه الصفات فلما أخذ أثراً منه دون علمه مع إحسان الظن فيه شُفى تماماً