مكتبة الفتاوى
هل الرقية الشرعية تنفع فى علاج الأمراض العضوية والنفسية، وما حكم الإستهزاء بالرقية الشرعية من بعض الأطباء وغيرهم من المثقفين، وما رأيكم فيمن يقول لا علاقة للقرأة بهذه الأمراض ويعتبر أن هذا من الخرافات؟
السؤال:
هل الرقية الشرعية تنفع فى علاج الأمراض العضوية والنفسية، وما حكم الإستهزاء بالرقية الشرعية من بعض الأطباء وغيرهم من المثقفين، وما رأيكم فيمن يقول لا علاقة للقرأة بهذه الأمراض ويعتبر أن هذا من الخرافات؟
الجواب:
نعم الرقية الشرعية سبب شرعى يقدر الله به الشفاء والإنتفاع بإذن الله من الأمراض النفسية والعضوية والإقرار بذلك يعتمد على الإيمان والتسليم لله تعالى، لما جاء عنه وعن رسوله صلى الله عليه وسلم فى ذلك، كما فى قصة اللديغ (وهو الذى لدغته العقرب وأصابه سمها) فشفاه الله تعالى بقراءة الفاتحة عليه وأقرَّها النبىُّ صلى الله عليه وسلم. فالمسلم طبيباً كان أو غير طبيب يجب أن يسلِّم بما ثبت شرعاً من الشفاء بالرقية لا سيما القرآن الذى سماه الله تعالى (هدى وشفاء) و (شفاء ورحمة للمؤمنين)، وما صح من أن النبى صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل عليه السلام فقال: "باسم الله يبريك من كل داء يشفيك"، وقوله: "ومن كل داء يشفيك"، دليل على شمول الرقية لجميع أنواع الأمراض النفسية والعضوية. وباستقراء السنة نجد الأمراض التى عولجت بالرقية فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت من الأمراض العضوية وما كانوا يعرفون النفسية المعهودة فى عصرنا. وأما زعمهم أن هذا من الخرافات والقرآن لا علاقة له بعلاج هذه الأمراض، فهذا برهان جهلهم بدين الله وقلة فقههم بشرع الله، وكثير منهم قاسوا الأسباب الشرعية على العلوم التجريبية، وهذا خطأ فى أصل التدين عندهم، نسأل الله العافية والسلامة. وإلا فلو أنهم فقهوا أن الله تعالى الذى علم الإنسان العلوم المادية ومنها الطب، هو الذى شرع الأخذ بالأسباب الشرعية (غير المادية وغير المحسوسة) كالرقية والأخذ من العائن لما تنكروا لما شرعه الله من الرقى وتأثيرها المجرب، أما الأسباب غير المشروعة كالدجل والشعوذة والسحر ونحوها فقد حرمها الله تعالى.