الرقية لا تنافى التوكل لأنها من الأسباب المشروعة وقد فعلها النبى صلى الله عليه وسلم وأقرها وأمر بها وتدخل فى عموم قوله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح لما سُأل عن التداوى: (تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ، سُبْحَانَهُ، لَمْ يَضَعْ دَاءً، إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً، إِلَّا الْهَرَمَ). وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنهما - قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ - رضي الله عنها -: " مَا شَأنُ أَجْسَامِ بَنِي أَخِي (1) ضَارِعَةً (2)؟ أَتُصِيبُهُمْ حَاجَةٌ (3)؟ " , قَالَتْ: لَا , وَلَكِنْ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ الْعَيْنُ , أَفَنَرْقِيهِمْ؟ , قَالَ: " وَبِمَاذَا؟ " , فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ , فَقَالَ: " ارْقِيهِمْ) (4) (فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابِقٌ الْقَدَرَ , لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ ") مسلم. (1) أَيْ: أَوْلَاد جَعْفَر - رضي الله عنه -. (2) أَيْ: نَحِيفَة ضعيفة. (3) أَيْ: هل يجوعون. وكان صلى الله عليه وسلم: إذا اشتكى رقاه جبريل عليه السلام كما فى صحيح مسلم أيضا، وكما جاء فى الحديث حينما سئل عن الرقى هل ترد من قدر الله شيئاً فقال: "هى من قدر الله". بل شرع النبى صلى الله عليه وسلم الرقية بكل ماليس فيه شرك من الرقى التى تتوافربها الشروط الشرعية وعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ فَقَالَ: «اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ» مسلم.