مكتبة الفتاوى

ما هو سر تسلّط الشياطين فى وقتنا الحاضر بشكل خاص وانتشار العين؟

السؤال:

ما هو سر تسلّط الشياطين فى وقتنا الحاضر بشكل خاص وانتشار العين؟

الجواب:

لا شك أن تسلط شياطين الإنس والجن فى هذا الوقت يسترعى الإنتباه وذلك راجع لأسباب كثيرة منها: ضغوط الحياة ومغرياتها التى صارت شغل الناس الشاغل، ونقضت كثيرا من عرى الإسلام مع قلة الأذكار فحينئذ وجد الشيطان فرصته للإنقضاض على القلوب الفارغة من ذكر الله. أما مسألة انتشار العين فى هذا الوقت فقد أشار إليها رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله "أكثر من يموت من أمتى بعد قضاء الله وقدره بالعين" وقوله صلى الله عليه وسلم محذراً أصحابه: (فَوَاللَّهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُلْهِيَكُمْ كَمَا أَلْهَتْهُمْ) البخاري وفى الزمن الماضى كان الجميع يأكلون فى إناء واحد ويشربون من إناء واحدٍ فإن كان بينهم حسد انتهى بأخذ الأثر أثناء الأكل والشرب، أما فى وقتنا الحاضر فقد استقل كل انسان بأكله وشربه ولباسه فكثر المسّ عن طريق العين فبرزت الحاجة الملحة فى الآونة الأخيرة إلى فتح عيادات قرآنية وتنظيم الرقية وتقعيدها، شأنها شأن العلوم الإسلامية الأخرى التى أُصِّلَت، ولم يكن المجتمع الإسلامى الأول بحاجة إلى الرقية لأنهم كانوا يمارسون الأذكار جُلّ وقتهم فلم يكن للشيطان نصيب فيهم، أما فى وقتنا الحاضر ومع كثرة الأذكار المطبوعة والمسموعة فهى للأسف الشديد لا تطبق على الوجه المطلوب: فهى لا تقال إلا عند الحاجة، أو على وقت الفراغ، وتمارس هادة أكثر منها عبادة.